الخميس، 9 أبريل 2009

كــل شـيء عـلى أحـسـن مـا يـرام



«أي طرطرا تطرطري تقدمي، تأخري
تشيّعي، تسنّني، تهوّدي، تنصّري
تكرّدي، تعرّبي، تهاتري بالعُنصر
تعمّمي، تبرنطي، تعقلّي، تسدّري

أي طرطرا تطرطري وهلّلي وكبّري
وطبّلي لكل ما يُخزي الفتى وزمري
إن طوّلوا فطوّلي أو قصّروا فقصّري
أو أجرموا فاعتذري أو أنذروا فبشّري»

محمد مهدي الجواهري ــ 1945


حينما دخل قائد القوات الأميركية
عرّف نفسه كالتالي:
أنا الجنرال...
أدير العمليات الإنسانية في العراق
الصحافيون طلبوا منه اعادة ما قاله
فقد كان رعد القذائف يطغى على صوته.

ما لم أفهمه من كل الوعود الأميركية
حاجة الدفانين للطاقة الشمسية في المقابر
على الأرجح
سينصبون أجهزة مراقبة
تحسبا
لثورة موتى.


منذ ساعات وهذا المعمّم
يصرخ في الميكروفون:
بفضل أرواح الشهداء انتصرت الثورة
بالتأكيد هناك واحد على الأقل
من المستمعين تساءل:
لماذا هذه الأرواح
لم يشتغل مفعولها
إلا بعد وصول المارينز؟


أياد الموسوي

كل الشعارات التي صوّرتها
في الجمعة الأولى بعد خسوف بغداد
تندد بالطائفية
لكن لو لم تكن موجودة
لما ظهرت لافتات الوحدة الوطنية.
محمد مهر الدين
لم يخلُ شارع في بغداد
من جدار كونكريت وأسلاك
أدخل إلى البلاد اسمنت
يعادل العمارات التي بنتها دبي في ربع قرن
في ذكرى الاحتلال قال ديفيد بترايوس قائد القوات الأميركية:
«الاسوار التي تفصل أحياء الشيعة عن السنة في بغداد لعبت دورا مهما في تحسين الوضع الأمني، فالأسوار الجيدة تصنع جيرة جيدة»
هكذا أعادوا اعمار مدينة السلام
ولكن ظهرت مشكلة أهم من الجدران العازلة
أن الناس الذين كانوا ينتقلون من حي لآخر
ولا يرون جدارا
تعوّدوا على افتراض وجوده.


نوري الراوي

منذ الساعات الأولى للتاسع من أبريل
كلما يضع أحدهم ميكروفون
أمام فم اي عراقي
حتى في اللحظة التي رفع فيها كأس آسيا

سيصرخ بلا تلعثم: «نريد الأمان»

واضح جدا أن هؤلاء الناس

يخافون من الخوف
أكثر حتى من الخوف نفسه.
شنت السلطات
حملة لمكافحة التسول
سيختلط الحابل بالنابل حتما
فكيف سيكافح الشحاذون التسول؟

فاخر محمد

من أوقات بطل التحرير
حتى التحرير من بطل التحرير
كم عراقية
باعت خاتم خطوبتها؟



أمين العزاوي

عندما يرفع الغزاة راياتهم
في ساحات المدن المنكوبة
ألم يتعلموا حكمة الإذلال
من الكوليرا؟

إذا كان نيرودا عرّف الوطنية
بالمفردة الحزينة كالمصعد
فالدكتور جونسون عدّها الملاذ الأخير للأوغاد.

كيف يسمونه حكيما
هذا الصامت دوما
ولا ينطق بما يعرف
أليس سكوته المستمر
قلة حكمة؟

كل الشعراء كانوا
يعددون انتصاراته
وينقبون مآثره
الدكتاتور كان الوحيد في القاعة
يحصي في تلك الآونة
هزائمه وخيباته.

نزيهة سليم

هذه البلاد صارت نموذجا للمثل الهندي:
«الماء العكر مكسب للصيادين».

حينما تتجول في بلاد
كلابها جائعة
فتيقن
أن شعبها أكثر جوعا.


أول وطن في التاريخ
توحّده «المواد الاعلانية»
بدلا من هدر الأموال
وتذكيرنا بين أغنيتين
«ارفع رأسك أنت عراقي»
اعملوا شيئاً
لكي نرفعها في المطارات
وليس في «روتانا».



تبادل الأدوار قائم منذ هبوط هولاكو
السابقون صاروا بائدين
والمعارضون أصبحوا سلطويين
فمن سينظم المؤتمرات الدورية
للمعارضة؟

صبيح كلش

أن تعيدوا طلاء السجن
لا يعني أنكم صبغتم الفضيحة
وأزلتم حطام الارواح
ونشّفتم صرير الجدران
ستبقى واحدة من زلات
إعادة الإعمار

ليست طيبة
ولا شريرة
انها اميركا فحسب.


جواد سليم

الأسماء
يوقّعها الرسامون تحت لوحاتهم
والكتّاب في مقدمة رواياتهم
والعلماء على انجازاتهم
لكن النقيب كارولين وود
صمم ملصقاً وضع في غرف ضباط سجن أبو غريب
لا نعرف ما الذي دعاه للفخر
في أن يضع اسمه
تحت التوجيهات التالية:
«التخويف الشديد
التكرار
طلقات سريعة
التلاعب في الغذاء
تلاعب بالبيئة المحيطة
تغييرات في النوم
عزلة لأكثر من 30 يوما
وجود كلاب الحراسة
الحرمان الحسي
وضعيات مؤلمة»

محمود صبري

ألم تدفنوننا أحياء
فلماذا تريد من جثة
ان تضع خططك الاستراتيجية
لتبقى سنة أخرى
على الكرسي؟

هل سيضعون في «خانة اللصوص»
من سرق قارة وأباد سكانها
ومن تطفّل مرة بداع الجوع
على طعام العميان؟

فعلوا كل شيء في هذه المدينة
التهموا التراب والزجاج
ناموا على الحصى
تبادلوا مصّ دمائهم
وتقول لي ربما كانوا يخشون
من الوحدة.

ماذا يفيدكم سرقة التوابيت
خشبها لا يدفّئ أبدا؟

خمس جمهوريات
لم تجد وصفاً أبلغ
لأسلافها
إلا
«العهد البائد».

عباس الكاظم

اكتشفوا آلاف القطع الأثرية أخيرا
بعد بحث كبير في كل أنحاء البلاد
جمعوها في قاعة واحدة
للمتحف الوطني
تسهيلا لمهمة اللصوص.


المدعي العام: قام المتهمون بما يلي:
نحروا رؤوس الناس وخيّطوا بدلها رؤوس كلاب
ذبحوا امرأة وهي في الطلق وتركوا وليدها يرضع من دمائها
خنقوا الناس بإلصاق الصمغ في أنوفهم وأفواههم
استخرجوا الجثث من المقابر وعلقوها على أعمدة النور
قطعوا أكف النساء ليستولوا على حليّهن وأساورهن
ربطوا الأبرياء على مقاود السيارات وفجروها عن بعد
ثقبوا أجساد الناس بالدريلات وحشروا حناجرهم بالدرنفيسات
لذلك أطالب بانزال اشد العقوبات بهم.

القاضي: عن أي عقوبات تتحدث
هذه الجرائم غير واردة في قانون العقوبات .


عامر العبيدي

في كل دور العرض
أيام البلاد الذهبية
لا بد أن تقرأ هذا التحذير:
«الادارة غير مسؤولة عن سرقة الدراجات»
كم هي أرض ممتعة
التي تنجب جمهوراً للسينما
يسرق البايسكلات.

عاصم عبد الأمير

لماذا على الأبرياء
حمل صخرة الآثام
التي اقترفتها جوقة أوغاد
على ظهورهم
الى الابد؟


الغزاة الأقوياء
يتسلقون البلدان الضعيفة بسهولة
لكن دوار غامض يصيبهم
يجعل نزولهم منها مستحيلا.

لماذا في البلدان التي يتحدثون فيها
أكثر من غيرهم عن الحضارة
يوسعون السجون؟

ماذا سيحصل حين يتبارى
فريقان لكرة القدم
الأول اسمه يزيد والثاني الحسين
في مدينة الصدر؟

الهنود لم يعرفوا
أن الذي يعلقونه على أجسامهم
يسمى ذهبا
إلا بعد أن رأوا كولومبوس.

لم ينفق عليها البنتاغون
ولا البيت الأبيض
من موّل الحملة الأميركية
المتحف العراقي.

نصرخ بالأشرار: يا كلاب
بينما الكلاب
هم الذين يحرسوننا من الأشرار.

الجميع يضرب الجميع
الجميع يعذب الجميع
الجميع يدفن الجميع
كان مندهشا من تسميته «دكتاتور»
لقد كان يتفرج على المجازر فحسب.


أوقعنا التاريخ في التباس حقيقي:
في التناطح نفخر بأنه أعرق البلدان
وفي حديث القروض والمنح
نقول العراق الجديد.

شوكت الربيعي


حتى النوم مع الزوجات تلبية لأوامر عليا
لتوسيع القوات
المحاربون لطالما شكوا من سوء الحظ
فإجازاتهم من الجبهة ترافق الآلام الشهرية
قد يتمكن القائد الأعلى من إصدار قرار يلغي الحيض
لكن لم يخطر في باله
أن الرجال حينما يفرخون وهم مرعوبون
ينجبون نسلا من الخائفين
لا يصلحون لمعارك التحرير أبدا.

شاكر حسن آل سعيد

وجدوا من يصدقهم أن العراق
خطر على أمن الكون
كما وجدوا حججا مماثلة
في فيتنام ونيكاراغوا وكوبا وشيلي وبنما وهاييتي وغرينادا
ونصف بلدان الكرة الأرضية الممكن غزوها
العلماء كي لا يغضبوا التاريخ
أطلقوا على ما يحصل مصطلح
التضليل.

ماذا أفاد البلاد إعدام دكتاتور
بعد ان سحبنا قرنا إلى الوراء؟!
أليس العدل البطيء ظلم؟!
المستفيد الوحيد على ما يبدو
العدالة الإلهية.

انظروا إليه
أكثر من كتب بيانات الحرب
ويغني للسلام في عيد الفصح
انها واحدة من الأضرار الجانبية للكنيسة.


رافع الناصري

أعلنوا منذ تأسيسهم أنهم
«حرّاس الإمام»
واجهوا النيران من الجهات الست
كان أمامهم المبنى الوحيد المحكم البناء والقداسة
لم يكن من خيار غير الاختباء في الضريح
في النهاية غيرت الأقدار عنوانهم
وتبادلوا الأدوار
ليصبح الإمام حارسهم
منذ المعركة الأولى.

مهنة الطيار الحربي غريبة الأطوار بعض الشيء
بعد أن ينهي الغارة الجوية
يعود وسط ابتهاج رفاقه
وينام باطمئنان لأدائه الرائع
فيما مدن بأكملها لا تنام في تلك الليلة.


ستار كاووش

أليس طبيعيا جدا
أنهم بعد كل هذه الحروب
يتقاتلون في ما بينهم فحسب
ولا يلتهمون بعضهم البعض؟!

في هذه البلاد
كل الأمراض النفسية
لكن بعد التحرير الأميركي
ظهر ألطفها:
«فوبيا» الوعود.

بعد قرن من تأسيس الدولة الحديثة
يصرح وزير الداخلية
أنه دعا الشرطة
لتحسين ألفاظهم.

ملاايين اللاجئين حول العالم
لم تلق بهم الشرطة إلى الحدود
لم تداهم أيا منهم قوى غاشمة
لم يضعهم أحد في السجون
لم يُصفعوا ولم يُعلقوا ولم يُعذبوا
أن ما جعلهم يهربون من بلدانهم
شيء لا يُرى ولا يُشم ولا يؤكل ولا يشرب
لذلك التجئوا الى بلدان
فيها أشياء تُرى وتُشم وتؤكل وتشرب.

زيد حيدر

منذ سقوط الملكية
لم يكتب أي منهم
في حقل الهوايات:
السفر.. الموسيقى.. الرسم.. المسرح..
لأنها ما عادت هوايات
صارت أحلاما.

ا سماعيل فتاح الترك

أحدثك عن الحرب
تسألني متى انتهت
الحرب التي يخوضها المرء
لا تنتهي.

العائد من غربة طويلة
سيتيقن ما أن يرى جفاف الأنهار
أن لا زهرة تنتظره في بيته.

بعد ربع قرن وقفت أمام بيتكم
لماذا لم تطرق الباب
أن يكون فيه أناس جدد
لا يعني أنه صار جديدا.

لربع قرن تنقل من حرب إلى أخرى
منذ أن كان يبعث الرسائل الحربية بالبريد
وبعدها ظهر «الفاكس» كاعجوبة العالم الثامنة للمراسلين
وتلاه الإنترنت والهواتف الفضائية
كتب آلاف التقارير الحربية
وسمع دوي كل القنابل في حروب الكواكب
لم يترك مترا ساخنا إلا وصوره
نسي عدد المرات التي كان ينبغي أن يموت فيها
لكنه لم يحدث عنها أحدا
ولم يجرب كتابتها
ليس لأن المراسل الحربي
يساوي آخر خبر أرسله
لكنه في الحقيقة
لا يستطيع تذكر وجه الموت
لذي فلت منه مرات لا تحصى
أدرك أن الكتابة عن موت الآخرين
أسهل بكثيرمن تدوين موته.

كاظم حيدر

ليس بحثا عن صورة شعرية

لكنها على ما يبدو حقيقة علمية:

منذ أن خرجت من وطني

لم أر النجوم.

* تحية إلى كل الفنانين والعلماء والمبدعين العراقيين في أي مكان وزمان ,وإليهم جميعا : "موطني"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق